في الوقت الذي دعم الملك محمد السادس الشعب اللبناني في محنته بعد الانفجار الذي دمر بيروت، أثارت تدوينات فايسبوكية للأمير مولاي هشام والشيخ السلفي حسن الكتاني غضب اللبنانيين.
وكتب الأمير هشام على حسابه على الفايس بوك: "يوجد لبنان أمام تحديات كبيرة على رأسها كيفية الانتقال من حكم طائفي أضعف الوطن إلى حكم مدني يضمن حقوق الجميع والمساواة".
وأضاف عبر تدوينته: "في ظل رفض النخب المتآكلة والفاسدة والقطبية الإقليمية التي تتكئ عليها هذه النخب، يبقى الخيار الوحيد أمام الشعب اللبناني هو التمرد المدني كما يفعل الآن. وسيكون المشوار طويلا وصعبا لتحقيق الانتقال."
وردت صحيفة لبنان بريس على الأمير مولاي هشام داعية إياه بالابتعاد على الملك محمد السادس الذي دعم الشعب اللبناني في محنته.
وكتبت الصحيفة: "في الوقت الذي تنهار فيه بيروت وتبكي على مأساتها ويقع لبنان جريحاً وقلبه يتقطّع على الكارثة التي حلّت به بسبب الانفجار الذي دمّر بيروت وضواحيها، يطل الأمير هشام العلوي، إبن عم الملك محمد السادس، ليدعو اللبنانيين إلى التمرد على النظام الطائفي لتحقيق الانتقال".
وقالت الصحيفة اللبنانية إن الأمير اعتبر نفسه أن الانفجار المرعب الذي تعرضت له بيروت يزيد من متاعب البلاد التي تمر بظروف صعبة بسبب الأضرار الناتجة عن فيروس كورونا والأزمة المالية العميقة، سائلا الله الرحمة للشهداء وندعو للجرحى بالشفاء.
وأرفق هشام العلوي تدوينته بصورة ناذرة قال إنها "من الخمسينيات لجدتي فائزة الجابري حرم رياض الصلح رفقة أربع من بناتها وهن من اليمين الى اليسار ليلى ووالدتي لمياء ومنى وبهيجة. والغائبة عن الصورة البنت البكر علياء الصلح رحمها الله، كانت تدرس وقتها في أوكسفورد".
وواستدركت الصحيفة "هنا لا بد أن نطرح سؤالا للعلوي: لماذا هذه الدعوات للتمرد ألا يكفي مايقع في سورية وليبيا واليمن وما يعنيه الشعوب العربية بسبب التمرد دون حلول سلمية، وما شأنك انت بالمشاكل الداخلية التي تخص ّ لبنان وحده ؟!
وخاطبت الصحيفة الأمير بقولها: كلامك المعسول والذي لا يجدي نفعاً علينا أن نتساءل عما يمكن أن تساهم به من الشحنات العارمة من التعابير الانطباعية في تضميد جراح آلاف المصابين واليتامى من ابناء الذين فقدوا ذويهم،؟ وهل لهذا الكلام المعسول أن يأوي الالاف من الأسر اللبنانية المشرّدة بسبب انهيار منازلهم ،؟! بدلاً من كلامك وتحريضك كان من المفترض انسانياً وليس مجبراً أن تساهم من خيراتك ولو بجزء بسيط لدعم الشعب اللبناني، كما فعل جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، وكما عاهدناه لم يتدخل يوماً بالشؤون اللبنانية، ما قام به من أجل لبنان دعماً كبيراً بجسر جوي يربط المغرب بلبنان، أمّنته، إلى حدود الآن، ثمانية (8) طائرات، (أربع طائرات عسكرية وأربع طائرات مدنية)، كانت محمّلة كلّها بمساعدات إنسانية وطبّية لفائدة الشعب اللبناني.
وبدوره، أثار الشيخ السلفي، حسن الكتاني، غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بعد أن اعتبرت تدوينته بشأن الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، "طائفية تزرع الحقد والكراهية".
وقال الشيخ حسن الكتاني، الذي كان اعتقل إلى جانب شيوخ السلفية على خلفية أحداث الدار البيضاء الإرهابية في 16 ماي عام 2003، في تدوينة نشرها على حسابه في "فيسبوك" إن "المؤلم في ما حدث في بيروت أن التفجير حدث في منطقة تعد معقلاً لأهل السنة".
وحاول الكتاني امتصاص الانتقادات الغاضبة التي طاولت تدوينته، بنشر تدوينة ثانية قال فيها "إذا حدثت مصيبة في مكان ما، فمن الطبيعي أن تهتم بأهلك قبل كل شيء، من العجيب أن يجادلني قوم في هذا الأمر وهم يفعلون مثله في حياتهم"، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الانتقادات التي طاولته من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق